منذ سنوات والناس يتداولون فكرة “فقاعة الأسعار العقارية”
يهمسون في المجالس ويكتبون على منصات التواصل أن العقار بلغ حدوده وأن انفجار الأسعار قادم لا محالة
فهل نحن حقًا أمام فقاعة ؟
أم أن الفقاعة مجرد وهم مبني على تصورات غير واقعية ؟
✨“فقاعة”
بين المصطلح والواقع
لفهم هذا المصطلح يجب أن نبدأ بتعريفه
الفقاعة العقارية
تعني وصول أسعار العقارات إلى مستويات غير منطقية مدفوعة بالتضخم أو المضاربات مع غياب قوة شرائية حقيقية تدعم هذا الارتفاع وعادة
تكون نهاية الفقاعة هي الانهيار المفاجئ حيث تعود الأسعار إلى مستوياتها الطبيعية أو حتى أقل
لكن السؤال الأهم :
هل ينطبق هذا التعريف على أسواقنا العقارية اليوم؟
✨حقيقة المشهد العقاري
عند النظر إلى الأسعار العقارية الحالية نجد عوامل واضحة تدعم الارتفاعات منها :
💥نمو الطلب السكاني
المدن الكبرى مثل الرياض وجدة وغيرها تشهد زيادة سكانية ضخمة مما يعزز الطلب على السكن والاستثمار
💥المشاريع الكبرى والتطوير المستمر
الاستثمارات الحكومية والخاصة مثل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ونيوم والمربع وحديقة الملك سلمان والقدية وغيرها من المشاريع العملاقة
تضيف قيمة حقيقية إلى السوق
💥التضخم وارتفاع تكلفة البناء
مع ارتفاع أسعار المواد الأولية أصبح بناء العقار أكثر تكلفة ما انعكس على الأسعار النهائية
هذه العوامل تشير إلى أن الأسعار ليست بالضرورة مدفوعة بـ”فقاعة” بل بقوى سوقية حقيقية
✨وهم الانفجار المنتظر
كلنا نسمع منذ سنوات أن العقار على وشك الانهيار وأن الأسعار فقاعة مآلها للانفجار ومع ذلك يستمر السوق في التماسك والسبب يعود إلى :
💥العقار ملاذ آمن
في أوقات الأزمات الاقتصادية يظل العقار خيارًا مفضلاً للمستثمرين مما يضمن استقراره
💥تغير طبيعة الاستثمار
لم يعد العقار مجرد سلعة للبيع والشراء بل أصبح أداة استثمار طويلة الأجل مدعومة بالتخطيط العمراني والتنمية المستدامة
✨السيناريوهات الممكنة
إذا كنا نرى “ذروة” فهذا لا يعني بالضرورة “انفجارًا”
وقد يكون هناك
💥تصحيح للأسعار
انخفاض طفيف في بعض المناطق نتيجة انخفاض الطلب المؤقت
💥استقرار طويل الأجل
حيث تبقى الأسعار مرتفعة ولكن دون قفزات كبيرة
✨أخيرا ..
أسطورة الفقاعة أم درس مستقبلي ؟
الحقيقة أن سوق العقار ليس ساحة للرهانات العشوائية بل هو انعكاس مباشر للعوامل الاقتصادية والاجتماعية
والحديث عن “فقاعة”
قد يكون مجرد وهم ..
لكن يجب أن يظل المستثمرون والمطورون على وعي دائم بأن أي سوق يمكن أن يشهد تغيرات غير متوقعة
يبقى العقار جزءًا من دورة حياة المدن والاقتصاد مستقرًا تارة ومتغيرًا تارة أخرى والأهم من ذلك أنه يظل الحلم الذي يسعى إليه الجميع منزل العمر أو استثمار المستقبل أو بناء الإرث للأجيال القادمة 👍
العبودي بن عبدالله 📝