في إحدى أحياء العاصمة المزدحمة كان هناك منزل يروي قصصه لكل من يطرق بابه
جاء “سعيد” شاب يبحث عن مكان يسكنه قلبًا وقالبًا لا مجرد جدران وأثاث وقف أمام الباب وقرأ لافتة صغيرة تقول “هنا لا نؤجر منزلاً .. بل نقدم حياة” ابتسم سعيد وشعر أن هذا المكان يهمس له بشيء خاص
عند دخوله ..
استقبله صاحب المنزل بابتسامة صادقة وعبارة دافئة :
“هذا منزلك قبل أن يكون بيتي”
بدأت جولته في المنزل غرف واسعة نوافذ تطل على شجرة زيتون عتيقة وحديقة صغيرة تهمس فيها الزهور لكل مارٍّ لكنه لم يرَ فقط الجمال في المكان بل شعر بالاهتمام الذي أحيط به
قال صاحب المنزل :
“ لدينا قاعدة هنا .. المستأجر هو جزء من عائلتنا إن احتجتَ شيئًا نحن هنا إن شعرتَ أنك غريب سنجعل المكان وطنًا” أحس سعيد أن هذا أكثر من عقد إيجار إنه عقد محبة وراحة
مرت الشهور ..
وسعيد وجد نفسه سعيدًا حقًا لم يكن الأمر في جودة المنزل فقط بل في التفاصيل الصغيرة :
مكالمة من المالك تسأله عن حاله زيارة للاطمئنان على أن كل شيء يسير على ما يرام وإصلاح سريع لأي عطل دون تردد شعر سعيد أنه ليس مجرد مستأجر بل شريك في حياة هذا المكان
في يوم من الأيام أرسل سعيد رسالة إلى المالك :
“لم أكن أعلم أن السعادة يمكن أن تكون شيئًا بسيطًا كأن أشعر أنني أنتمي لمكاني شكرًا لأنكم جعلتم هذا المنزل بيتًا”
الخلاصة :
يكون المستأجر سعيدًا عندما يشعر بأنه ليس مجرد عميل بل إنسان يُقدّر السعادة في التفاصيل في التواصل وفي جعل العلاقة بين المالك والمستأجر قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل
العبودي بن عبدالله 📝