قصة عقارية تاريخية ..
“مات الزبير ولم يبق دينارا ولا درهما”
لما شعر الزبير رضي الله عنه بدنو موته أوصى ابنه عبدالله أن يتفرغ لقضاء دينه بعد موته وكان من جميل إيصاء الزبير لابنه عبدالله أنه
قال : يا بني إن عجزت عنه في شيء فاستعن عليه مولاي
قال عبدالله: فوالله ما دريت ما أراد أبي
حتى قلت: يا أبتي من مولاك ؟
قال: الله
قال عبدالله: فوالله ما وقعت في كربة من دينه إلا قلت “يا مولى الزبير اقض عنه دينه فيقضيه”
قال عبدالله: “فمات أبي ولم يدع دينارا ولا درهما”
إلا أرضين منها الغابة وإحدى عشرة دارا بالمدينة ودارين بالبصرة ودارا بالكوفة ودارا بمصر ثم ذكر عبدالله سبب دين والده
قال: وإنما كان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه فيقول الزبير لا ولكنه سلف فإني أخشى عليه الضيعة
قال: وما ولي الزبير إمارة قط ولا جباية خراج ولا شيئا ثم يبين عبدالله عظم دين والده
فيقول : فحسبت ما عليه من الدين فوجدته ألفي ألف ومائتي ألف (يعني مليونين وميتين الف)
ثم أخذ عبدالله في بيع عقارات لوالده وأراض من مزرعة له بالمدينة حتى يسر الله قضاء كل الدين وكان ابن الزبير كلما وقع في كربة يقول يا مولى الزبير فينكشف ما يجده من الغمة في قضاء دين والده
ولم ينحصر بر عبدالله بأبيه عند قضاء دينه بل إنه أراد التحقق من أنه لم يبق لأحد دين في ذمة والده فإن بني الزبير قالوا لعبدالله: اقسم بيننا ميراثنا بعد أن علموا بقضاء الدين وأنه فاض مال
فقال: لا والله لا أقسم بينكم حتى أنادي بالموسم أربع سنين إلا من كان له على الزبير دين فليأتنا فلنقضه
قال: فجعل كل سنة ينادي بالموسم فلما مضى أربع سنين قسم بينهم فبارك الله في البيع وفاضت أموال كبيرة حتى أنه كان جميع ماله بعد بيع العقارات خمسين ألف ألف ومائتي ألف (خمسين مليون وميتين ألف)
هذه القصة
رواها الإمام البخاري في صحيحه
العقار بركة من زمان