ذات مساء هادئ في زاوية من زوايا المدينة جلس خالد يتأمل أطياف الحيّ الذي أحبّه قلبه كان يراقب المنازل المتراصة كل بيت يحكي قصة وكل نافذة تختزن أحلاماً وأسراراً لأسر استقرت وشيدت بيوتاً كانت يوماً مجرد أفكار في مخيلة أصحابها.
تذكر خالد أول مرة فكر فيها بشراء منزل.
كان الحلم قريباً ..
والسعر في متناول اليد ولكن أصوات التردد كانت أعلى من صوته
“ماذا لو تغيرت الظروف؟”
“ماذا لو جاء ما هو أفضل؟”
وكانت تلك الأفكار كالرياح التي تُبعد الزورق عن الشاطئ أبعدته عن حلمه شيئاً فشيئاً.
ومرت الأيام ..
ورأى كيف بدأت الأسعار ترتفع وكيف تسارعت الأرقام على نحو لا يصدق مع كل زيادة .. كان الحلم يبتعد أكثر فأكثر حينها أدرك خالد أنه ترك نافذة مفتوحة للندم
“يا ليتني اغتنمت الفرصة حين كانت قريبة”
تلك الفكرة باتت رفيقة أفكاره وأثقلت قلبه.
لكن في عالم العقار لا يختفي الأمل بسهولة هناك صوت يتردد في كل ركن من المدينة صوت يُسمع كل من كان يوماً على مقربة من تحقيق حلم السكن
ذلك الصوت يقول:
“الفرص تأتي مرة أخرى، فلا تتردد في الاستجابة”
ومع توقع انخفاض الفائدة عاد الأمل ينبض في قلب خالد من جديد.
شعر بأن الكون يمنحه فرصة أخرى صوت العقار يدعوه للمبادرة لأن الفرص كالسحاب تأتي وتمضي ومن يدري إن كان سيشهد مثلها مرة أخرى.